كاتبة مصرية:

السلام عليكم كيف حالكم؟

منذ أيام عدة جلست مع اصدقائي في (ماضو) وكان المكان فارغا.  سأل أحد أصدقائي الخادم: لماذا المكان فارغا؟

قال  تركيا لا يأتيها الآن سياح، والحياة أصبحت غالية جدا حتى على الخليجيين.

الراتب ١٧٠٠٠

الإيجار ١٥٠٠٠

الفواتير ٥٠٠٠

الطعام والشراب ١٠٠٠٠

ثم قال.. أردوغان سيرحل خلاص..

وكان يتكلم بكل ثقة.

هذا نموذج من الشباب الساذج الذي يتصور أن العلمانيين إذا حكموا سيكون الوضع أفضل.

فرددت عليه قائلا :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

هذا هو الذي يتمناه العلمانيون، وينشرون آراءهم باسمنا، كما كانوا يعملون في السنوات الماضية ..

الأمر وراء الستار يختلف تماما، حينما تظهر الحقيقة ويتغير الأمر كما تتغير آراء الشعب بتغير الأمور ..

والله غالب على أمره ولكن الناس لا يعلمون

المصرية:

هم منتشرون وكلامهم يؤثر في الشباب مع الأسف، والشباب يريد إزاحة أردوغان .. تماما كما حدث مع السلطان عبد الحميد ..

ثم يندمون بعد ذلك. حين لا ينفع الندم

لو كان في مصر حاكم مثل أردوغان، لوصلت مصر إلى مصاف الدول الكبرى ..

الشباب هنا لا يعرفون النعمة التي أنعم الله عليهم بها .. رئيس مؤمن عادل ..

يتمرّدون عليه من أجل المال .. أغبياء

أنا كتبت لها:

والأمر في تركيا أصعب من مصر لأن شعب مصر يعلمون الإسلام إلى درجة ما ..

ويستطيعون أن يفهموا القرآن إلى حدّ ما ..

أما الشعب في تركيا فهو أجهل من شعب مصر من الناحية الدينية ..

المصرية:

كنا نظن أن الشعب المصري متدين بطبعه .. لكنهم استمعوا إلى فرعون الذي استخف قومه فأطاعوه .. وصفقوا لمقتل الشباب في رابعة .. وأيدوا الظالم، وساعدوه على التخلص منا ومن حُكم البلاد ..

تمردوا على الحاكم العادل المتواضع مرسي رحمه الله .. فابتلاهم الله بالمجرم اللص .. والآن هم نادمون حيث لا ينفع الندم

 ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

أنا اختصرت كلامي قائلا:

“البشر تحت سلطان القدر“

وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ.

المصرية:

ونعم بالله .. نفوّض أمرنا إلى الله، ونتوكل عليه .. هو مولانا ونعم النصير

قلت لها:

مشكلة الدول العربية، في الحريات السياسية وليست في الحريات الدينية.

أما مشكلة تركيا فهي في الحريات الدينية وليست في الحريات السياسية عكس الدول العربية ..

وكما تعرفون الحريات السياسية أهم من الحريات الدينية، لأن الحرية السياسية تعطيك فرصة المجادلة والمجاهدة لكسب الحريات الدينية، ولكن العكس قد لا يتحقق ..

أليس كذلك؟

هي قالت:

نعم .. ولكن المعارضة العلمانية هنا تعمل على بث الشائعات والكذب فتشحن نفوس الناس .. فأصبحوا يتعاملون مع العرب بشكل سيء،

وامتنع السياح عن القدوم إلى تركيا،

وبعضهم عنده أعمال في تركيا .. وهم الآن يفكرون جدّيا في التوقف. حينئذ

ستحدث الفوضى

ثم يقولون إن أردوغان غير قادر على إدارة البلاد، ولابد من عمل انتخابات مبكرة

والناس الذين انتخبوا الحزب المعارض حتى وصل الى المستوى الأول في تركيا

سينتخبون الرئيس من الحزب نفسه.

والنتيجة؟ تعود تركيا -لا سمح الله- 100 سنة الى الوراء

ويتم القضاء على اللغة العربية في الأذان .. ويمنع والقرآن .. ويلغى الحجاب .. إلخ

كتبت لها:

وذلك من أخلاق العلمانيين، وهم ليسوا أعداء العرب بل هم من أعداء الإسلام والمسلمين المخلصين. ولو كانوا من أعداء العرب لما أحبوا الحبيب بورقيبة رئيس تونس السابق وأمثاله من ظلمة العرب

العلمانيون والقماليون (ليس الكماليون) لا يحبوننا أيضا وإخواننا العرب لا بد أن يفهموا ويعرفوا ذلك جيدا .. شعب تركيا عامة يحب العرب والمسلمين إلا إذا كان فاسقا أو ظالما ..

بعض الأخوة العرب يصدقون الشائعات ويفهمون الموضوع خطأً كما يريده العلمانيون، وذلك يسبب تأييد العلمانيين بطريقة غير مباشرة، وهذا يدعمهم من غير علم و قصد ..

المؤمنون المخلصون يجب أن يتعاونوا مع أخوانهم في السراء والضراء .. ولا يصدقوا العلمانيين الكاذبين ..

 أما ترونهم  أعداءً لنا أيضا مع أننا أتراك ..

هم أقلية في تركيا ولكن عندهم القدرة، والإمكانيات، والمال والإعلام …الخ

المصرية:

الله أكبر منهم

نستعين بالله عليهم إن شاء الله ..

إن شاء الله ..

١٤ / ٧ / ٢٠٢٤ م

أحمد ضياء إبراهيم أوغلو

أحد الإخوة السوريين أرسل لي:

بعض أقوال الشوارع تدل على خيانة الرئيس رجب طيب أردوغان لجهاد السوريين ..

وأنا رديت عليه:

“إرضاء الناس غاية لا تدرك“

لكل شعوب مواصفات تعمل بمقتضاها لقد توغل الشك في الشعيرات الدموية الخاصة بكم. ولا ألومكم على ذلك لأن لديكم تجارب مريرة تمنعكم عن الاعتماد على أي شخص يخالف رأيكم ..

رئيس تركيا / رجب طيب أردوغان رجل مؤمن مخلص، وكان زميلي في الثانوية أعرفه منذ صغره، أما يمكن أن يكون له هدف معين يسعى إلى تحقيقه لصالح تركيا وسورية معا؟

ولماذا تشكون في كل شيء؟

غضب الأخ السوري وكتب لي:

أنت لا تستحق حتى الرد عليك ..

قلت جزاك الله خيرا وسكت ..

١٣ / ٧ / ٢٠٢٤ م

أحمد ضياء إبراهيم أوغلو